dimanche 20 décembre 2015
تتحدث قصة من موروثنا الشعبي عن فتاة جميلة حسناء كانت تعاني من ظلم زوجة أبيها التي تلقي بها فيما بعد وحيدة في الغابة . فتعيش الفتاة في مغارة و في إحدى المرات و بينما هي تشرب الماء من النهر تسقط شعرة من رأسها فيحملها الماء إلى حيث كانت فرس الأمير تشرب. تشرب الفرس الشعرة مع الماء فتضايقها، بعدها ينتزعها الأمير من فمها و يعجب بطول الشعرة و يطلب من حاشيته البحث عن صاحبتها حتى يتزوجها، فتبدأ سلسة البحث بين فتيات المملكة عن من شعرها بهذا الطول. و القصة تشبه إلى حد ما قصة سندريلا من ناحية تفرد الفتاة و حملها لصفة لا توجد لدى باقي الفتيات، مع أن العقل لا يقبل تماما مثل هذه القصص. فهناك الكثير من البشر يتشابهون في قياس أقدامهم و طول شعرهم و حتى نوعه، إلا أن طبيعتنا البشرية التي تسعى للتفرد و تحب دائما كل ما يشعرها بأنها لا تشبه غيرها ترتاح لمثل هذه القصص. إذ أننا نميل كأفراد إلى الاعتقاد بأننا متفردون و لا نشبه غيرنا، حتى في بؤسنا لا نستطيع تقبل فكرة أن هناك من يعاني مثلنا، و كذلك في الحب، و نقتنع بأننا نشكل دائما الاستثناء.
غضون...
تعرف تلك الأخاديد التي يتركها الزمن خلفه على جباه البشر بالغضون، و تقول معاجم اللغة أن كل تثن في الجلد أو الثوب هو غضن، فالغضن هو الطية و التثني و الانحناءة. بعد ذلك انتقل هذا المعنى إلى الزمن، فأصبح يقال في "غضون أسبوع" او "أيام" أو "ساعات" أو "دقائق" او "ثواني"، و هذا يدفعني للتساؤل عن علاقة الطية بالزمن، فلطالما تصورت أن الزمن يمتد على خط مستقيم و هو ما نطلق عليه "محور الزمن"، تتجاور فيه اللحظات و تتلاصق في امتداد واحد.
فمن أين جاءت هذه الغضون؟
يفرض هذا السؤال نفسه بشدة علي، و لا ادعي امتلاك إجابة عنه. لكنني أؤمن أن اللغة تنطوي على شيء من الحقيقة الأولى، فأعيد صياغة مفهوم الزمن في عقلي من جديد، و اعدل من تصوري له، فيغدو الخط المستقيم انحناءات و تموجات و اهتزازات تختبئ في طياتها الكثير من اللحظات الهاربة من حياتنا دون أن ندركها.. الزمن المنحني و المتموج مغرِ أكثر إذ يتيح لنا عيش اللحظات بطولها و عرضها و عمقها و ثناياها.
Inscription à :
Articles (Atom)