غضون...
تعرف تلك الأخاديد التي يتركها الزمن خلفه على جباه البشر بالغضون، و تقول معاجم اللغة أن كل تثن في الجلد أو الثوب هو غضن، فالغضن هو الطية و التثني و الانحناءة. بعد ذلك انتقل هذا المعنى إلى الزمن، فأصبح يقال في "غضون أسبوع" او "أيام" أو "ساعات" أو "دقائق" او "ثواني"، و هذا يدفعني للتساؤل عن علاقة الطية بالزمن، فلطالما تصورت أن الزمن يمتد على خط مستقيم و هو ما نطلق عليه "محور الزمن"، تتجاور فيه اللحظات و تتلاصق في امتداد واحد.
فمن أين جاءت هذه الغضون؟
يفرض هذا السؤال نفسه بشدة علي، و لا ادعي امتلاك إجابة عنه. لكنني أؤمن أن اللغة تنطوي على شيء من الحقيقة الأولى، فأعيد صياغة مفهوم الزمن في عقلي من جديد، و اعدل من تصوري له، فيغدو الخط المستقيم انحناءات و تموجات و اهتزازات تختبئ في طياتها الكثير من اللحظات الهاربة من حياتنا دون أن ندركها.. الزمن المنحني و المتموج مغرِ أكثر إذ يتيح لنا عيش اللحظات بطولها و عرضها و عمقها و ثناياها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire