samedi 12 juillet 2014

يوميات طالبة من باكستان ( الجزء1)




من طالبة مدرسية...إلى بطلة قومية

"مالالا" الطفلة التي وقفت في وجه طالبان

تقديم و ترجمة: جهان سمرقند

"طفل واحد، ومعلم واحد، وكتاب واحد، وقلم واحد يمكن أن يغيروا هذا العالم. فالتعليم هو الحل الوحيد". التعليم أولا هكذا قالت الطفلة "مالالا يوسفزي" ذات الستة عشر ربيعا في كلمتها التي ألقتها من على منصة الأمم المتحدة، هذه الفتاة التي بحجم أمة اتحدت باكستان كلها حولها، و على صغر سنها استطاعت الوقوف في وجه طغيان طالبان الأعمى .
عندما صدر قرار طالبان بمنع تعليم الإناث، لم تستطع مالالا تجرع الأمر و هي ترى  همجية التطرف تسرق من عينيها طفولتها وأحلامها، فتحدت هذا القرار و هي لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها، فكانت تكتب لمدونة الـ BBC عن يومياتها و عن الظلم الذي تتعرض له الفتيات من طرف من احتكروا الدين لهم فقط. كانت آنذاك تكتب باسم مستعار لكنها تكتب، لم تقف مكتوفة الأيدي، كانت تحفر بإصبعها الصغير في السور الذي ضربتها طالبان حولهم علّها تحدث ثغرة يدخل منها النور فيضيء الأمة.
في يوم من أيام أكتوبر و هي عائدة من المدرسة مع صديقاتها، أطلق عليها الطغيان رصاصة إلى رأسها ليقتلوا عقلها و يسكتوا صوتها فكان العكس..رفعت مالالا كلمتها بأعلى صوت تدافع عن حقوق الأطفال عامة وحقوق الإناث خاصة و خرجت إلى العالم،  هذه الفتاة التي لم تبلغ آنذاك الثانية عشر لقّنت الجميع درسا في الشجاعة و أنها ليست مقثصرة على الكبار فقط بل للأطفال منها نصيب.
الرصاصة أصابت رأسها فتسببت بنصف شلل في شق وجهها لكن لا أحد استطاع أن يشل طموحاتها و أحلامها...تحصلت مالالا على عدة جوائز عالمية و أصدرت كتابا بعنوان " أنا مالالا" و قد رشحت سنة 2013 لجائزة نوبل للسلام، بالإضافة إلى لقاءها  شخصيات سياسية كبيرة، و قد تم تعيين يوم 12 يوليو المصادف لعيد ميلادها كـ" يوم مالالا" و هو يوم لدعوة كل أطفال العالم لرفع أصواتهم و الدفاع عن حقوقهم .
عيد ميلاد سعيد مالالا و دمتي منارة يهتدي بها العالم
و هاهي اليوميات التي كانت تكتبها لموقع الـ BBC في ترجمة على خمسة أجزاء. 

يوميات طالبة من باكستان ( الجزء1 )





أُجبرت المدارس الخاصة بمنطقة وادي "سوات" التي تشهد اضطرابات في الشمال الغربي لباكستان على غلق أبوابهاحسب مرسوم من طالبان يحظر تعليم الفتيات. و قد قام مسلحون في سعيهم لفرض فهمهم المتشدد للشريعة بتدمير 150 مدرسة في السنة الماضية، و كما ورد يوم الإثنين، فقد تم تفجير خمسة مدارس أخرى رغم تعهد الحكومة بحماية التعليم. و فيما يلي تروي تلميذة بالصف السابع من سوات كيف أثر هذا الحظر فيها و في زميلاتها، و قد ظهرت المذكرات للمرة الأولى بالأوردو على موقع  .BBC

السبت 3 يناير: أنا خائفة




راودني ليلة أمس حلم رهيب حول المروحيات العسكرية و طالبان، و قد ظلت هذه الأحلام تراودني منذ إنطلاق الحملة العسكرية في "سوات". أعدّت لي والدتي الفطور و ذهبت إلى المدرس، كنت خائفة من الذهاب لأن طالبان قد أصدرت مرسوما بحضر ذهاب الإناث إلى المدارس.
من بين سبع و عشرين تلميذة حضرت فقط إحدى عشر،و قد تناقص العدد بسبب مرسوم طالبان، فيما انتقلت صديقاتي الثلاث إلى "بيشاور"، "لاهور" و "راولبندي" مع عائلاتهن بعد هذا المرسوم.
في طريق عودتي من المدرسة إلى المنزل سمعت رجلا يقول " سأقتلك"، فأسرعت في خطوي و بعد فترة استدرت لأرى إن كان الرجل يلحق بي، ما أثار ارتياحي أنه كان يتحدث في الهاتف و لابد من أنه كان يهدد شخصا ما.


الأحد 4 يناير: يجب أن أذهب إلى المدرسة
اليوم عطلة و قد استيقظت متأخرة حوالي الساعة العاشرة، سمعت والدي يتحدث عن ثلاثة جثث أخرى وجدت ملقاة في تقاطع "جرين تشوك"، فشعرت بالاستياء لسماع هذا الخبر. قبل انطلاق الحملة العسكرية، اعتدنا الذهاب في نزهة أيام الآحاد إلى "مارغازار"، "فيزا غات" و "كانجو"، لكن الآن و في ظل هذا الوضع الراهن لم نذهب في نزهة منذ قرابة السنة و النصف.
اعتدنا أيضا الخروج بعد العشاء لنتمشى لكن الآن علينا العودة إلى البيت قبل غروب الشمس. اليوم قمت ببعض الأعمال المنزلية و أنهيت واجباتي المدرسية و لعبت مع أخي، لكن قلبي كان يخفق بشدة لأنني يجب أن أذهب إلى المدرسة غدا.
الاثنين 5 يناير: ممنوع ارتداء الملابس الزاهية.
كنت أستعد للذهاب إلى المدرسة، و لما كنت أهم بارتداء ثياب المدرسة تذكرت أن المدير قد أخبرنا أن لا نرتديها، و أن نذهب إلى المدرسة في ثياب عادية بدلها، و لذا قررت ارتداء فستاني الوردي المفضل، و كذلك الفتيات الأخريات كن يرتدين ثيابا زاهية فأضفى هذا على المدرسة جوا عائليا.

جاءت إليّ صديقتي تسألني " بالله عليك أجيبيني بصراحة، هل ستتعرض مدرستنا لهجوم من طرف طالبان؟" .خلال الاجتماع الصباحي تم إخبارنا بعدم ارتداء الثياب الزاهية لأن طالبان قد تعترض عليها.
عدت من المدرسة وكانت لدي دروس دعم بعد الغذاء. في المساء جلست أمام التلفاز أقلب القنوات و علمت أنه قد تم رفع حظر التجول في "شاكاردا" بعد خمسة عشر يوم. كنت سعيدة بهذا الخبر، ذلك أن مُدّرستنا للغة الإنجليزية تقطن في المنطقة و بإمكانها الآن العودة إلى المدرسة.
الأربعاء 7 يناير: لا نار و لا خوف
ذهبت إلى "بونير" لقضاء عطلة "محرّم" هناك، و قد فُتنت بجبالها و حقولها الخضراء الخصبة، حتى "سوات"،موطني، جميلة جدا لكن السلام فيها غائب، و على العكس من ذلك كانت "بونير" تنعم بالسلام و الهدوء، لم تكن هناك نيران و لا خوف، و كنا جميعا جد سعداء.
اليوم ذهبنا إلى ضريح "بير بابا" و كان هناك الكثير من الناس الذين جاؤوا إليه من أجل الصلاة و نحن جئنا في نزهة. كان هناك محلات لبيع الأساور و الأقراط و القلائد و المجوهرات الزائفة، فكرت في شراء شيء ما لكن لم يثر أي منها إعجابي، أما والدتي فقد اشترت قرطين و أساور.
الجمعة 9 يناير: مولانا في إجازة
في المدرسة اليوم أخبرت صديقاتي عن رحلتي إلى "بونير"،فقلن أنهن تعبن و مللن من سماع قصة "بونير"، وتناقشنا حول الإشاعات المتداولة حول موت مولانا "شاه دوران"، الذي كان يلقي خطبا في الإذاعة، و قد كان هو من أعلن حظر ذهاب البنات إلى المدرسة.
البعض من هن قلن أنه كان ميتا و البعض أنكرن، و قد انتشرت الإشاعات حول موته لأنه لم يلقي خطابا في الليلة السابقة في الإذاعة. واحدة من الفتيات قالت أنه ذهب في عطلة.
بما أنه لا توجد دروس دعم يوم الجمعة، فقد ظللت ألعب طيلة الظهيرة، و في المساء سمعت في التلفاز عن تفجيرات "لاهور"، فقلت في نفسي " لم تستمر هذه التفجيرات في باكستان؟"
الأربعاء 14 يناير: قد لا أذهب إلى المدرسة ثانية
كان مزاجي سيئا و أنا في طريقي إلى المدرسة لأن عطلة الشتاء ستبدأ غدا.و قد أعلن المدير بدء العطلة دون أن يذكر متى تعود المدرسة لفتح أبوابها، و هو ما لم يحدث سابقا.

في الماضي، كان يتم إعلان تاريخ العودة إلى المدرسة بشكل واضح، و اليوم لم يخبرنا المدير بالسبب وراء عدم إبلاغنا به، لكني خمّنت أن طالبان قد أعلنت حظر تعليم البنات بدء من الخامس عشر من يناير.
هذه المرة  لم تكن الفتيات متحمسات جدا للعطلة لأنهن كن يعلمن انه إذا ما نفّذت طالبان مرسومها فإنه لن يكون بإمكانهن الذهاب إلى المدرسة. البعض منهم كن متفائلات بأن المدرسة ستعيد فتح أبوابها في فبراير لكن الأخريات قلن أن أولياءهن قد قرروا الانتقال من "سوات" إلى مدن أخرى في سبيل تعليمهن. 
بما أن اليوم كان هو آخر يوم لنا في المدرسة، فقد قررنا أن نطيل اللعب قليلا في الملعب. كنت أعتقد أن المدرسة ستعود و تفتح أبوابها يوما ما، ولكن أثناء مغادرتي لها ألقيت نظرة على المبنى و كأنني لن أعود إلى هنا مرة أخرى.

الخميس 15 يناير: ليلة مليئة بنيران المدفعية

كانت الليلة صاخبة بأصوات المدافع استيقظت خلالها ثلاث مرات، وبما أنه لا توجد مدرسة فقد استيقظت في وقت متأخر على العاشرة صباحا. فيما بعد، جاءت صديقتي عندي و تناقشنا في واجبنا المنزلي.
اليوم هو 15 يناير، آخر يوم قبل أن ينزل مرسوم طالبان حيّز التنفيذ، و كانت صديقتي تناقش الواجب المنزلي و كأن لا شيء غير اعتيادي قد حدث.
اليوم، قرأت أيضا اليوميات التي كتبتها لـ BBC ( بالأوردو) و التي نشرت في الجريدة، أحبّت والدتي الاسم المستعار " غول ماكي" و قالت لوالدي " لما لا نغير اسمها إلى غول ماكي؟" أنا أيضا أحب هذا الاسم لأن اسمي الحقيقي يعني " الحزن المترع". .
قال والدي أن أحدهم قد جلب منذ أيام نسخة من اليوميات متأثرا بمدى روعتها، فاكتفى والدي بالابتسام دون أن يتمكن من كشف حقيقة أن ابنته هي من كتبتها.

يتبع...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire