وَيَعُودُ أيَّارُ ..
تَتَسَاقَطُ اوراق الْأَزْهارَ و تَمْسَحَ الْغُيُومَ أخِرَ دُموعَهَا ..
يَذْبَلُ الْبَنَفْسَجُ و يَمُوتَ النَّرْجِسُ و لَا يَبْقَى سِوَى الذُّكْرِيَاتِ ..
تَرْقُدُ هُنَاكَ فِي شُقُوقِ الذّاكِرَةِ تَتَرَبَّصُ بِنَا ..تَتَحَيَّنُ الزَّمانَ لِتَنْقَّضّ..
تَسَكِّنُ فِي كُلِّ غمضةٍ ، فِي كُلِّ شَهْقَةٍ ..
فِي كُلِّ نَبْضَةٍ ، فِي كُلِّ دِقَّةِ و في كل همسة ..
تَسْتَقِرُّ بَيْنَ الْوَاقِعِ و الْحُلْم ..بَيْنَ الْحَقِيقَةِ و الْوَهْم ..فِي تِلْكَ الْمِسَاحَةِ بَيْنَهُمَا ..حَيْثُ الْحَيَاةِ و اللاحياة ...
حَيْثُ نَبْقَى مُعَلِّقِينَ يَجْذَبُنَا الْحَنِينَ لِلْقَعْرِ و يَشُدُنَا الْكِبْرِيَاءُ لِلقِمَّةٍ ...
ذَلِكَ الْكِبْرِيَاءُ الَّذِي لَا يَرْفَعُ الرَّأْسَ حَتَّى يَكْسِرَ الظَّهْر.. فَلَا شَيْء بَعْدَهُ يَسْتَقِيمُ ..
يَعُودُ أيَّارُ ..
و عَلَى الطَّرِيقِ تَرْتَصِفُ أَشْجَارُ اللَّوْزِ و يفوح عِطْرُ الزَّهْرِ و الْيَاسَمِينَ ..
مِنْ ثَنَايَا الْوُجُوهِ النُّحَاسِيَّةُ تُبْعَثُ الْحَيَاة ..و يَسْتَيْقِظَ التَّارِيخُ ...
و مِنْ عَلَى عَتَبَاتِ الْبُيُوتِ الْقَوْطِيَّةُ يَبْكِي الْحَنِينُ شَوْقًا ..
و يَعْزِفَ أيَّارُ لَحْنَهُ ..فَتُرْقَصُ الدُّنْيا و تُولَدْ الذِّكْرَيَاتُ عَلَى ضِفَافِ الرِّمالِ ..
و يَرْحَلَ أيَّارُ ..
و يَرْحَلَ أيَّارُ ...
يَسُودُ الصَّمْتُ و تَنْتَهِيَ الرَّقْصَةَ ..
و فِي وَسَطِ الْعتمةِ يَئِنُّ الْأنِينُ ..
و تَبْكِي الْعُيُونَ ..
يَرْحَلُ تارِكَا خَلْفِهِ ذِكْرَى ..
و فِي الْقَلْبِ حَسْرَةَ و فِي الْعَيْنِ عَبْرَةٌ ..
يا شُهُور السَّنَةِ بأَيْ حَقٍ طَغَى أيَّارُ و تَجَبَّرْ..
و اِنْتَمِ كَإِخْوَةِ يوسف احدى عَشَرْ ..
و مَا أيَّارُ فِيكُمْ بيوسف ..
بِكُلُّ الشَّرَائِعِ أَقِيمُوا الْحُدودَ ..
اُعِدُوا اللُّحُودَ
و فِي الْمَقْبَرَةِ تَحْتَ ضَوْءِ الْقَمَرِ ..اِحْرِقُوا الْجُثَّةَ الْهَامِدَةَ ..
اِحْرِقُوا الذُّكْرِيَاتِ ..و اعِيدُوا الْحَيَاةَ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire