أمر بجانب المسجد،
أسمع أصوات الأطفال تصدح بالقرآن..أصوات بنغمة الفرح و الأمل وتملأني الحسرة لأني
أدرك انها ستغتال ..ستسحق تحت اقدام الواقع
‼
لقد كنا يوما
أطفالا، و كان الشر في منظورنا متجسدا في السيدة "مينشن التي لم ترحم
"سالي" ، في شريخان الذي قتل الذئب أب ماوكلي، في شرشبيل الذي يريد
اصطياد السنافر..كان الشر رسوما تتحرك لا
اكثر و لا اقل و كان العالم في نظرنا لوحة جميلة بشمس مشرقة في زاويتها و سماء
زرقاء..كنا نتحمل عناء تلوينها بالأزرق حتى يكاد القلم ينفذ و نرفض ان نتركها
بيضاء بالغيوم ..
و كبرنا و مسحوا
الالوان عن لوحتنا..جعلوها باهتة، و تحججوا بأنه الواقع،
كلا لا تلوموا
الواقع..الواقع ليس شماعة لتعليق إدعاءاتكم و انانيتكم
بل أنتم من أوقعه
على رؤوسنا..على احلامنا ..على طموحاتنا..على آمالنا و تطلعاتنا على كل ما كان
جميلا داخلنا ..و مازلتم تضغطون علينا به ..تريدون سحقنا او إخراج ما تبقى فينا من
نفس..
بعد شفط خزائن
الدولة ..جاري سحق أهم ثرواتها ..شبابها‼
حاملو
الشهادات..اجعلونا حاملي الشهادتين و اطلقوا علينا الرصاصة الاخيرة و أريحونا ..
أين هي جزائر
الغد؟؟
تلك التي حلم بها
الرجال و أورثونا الحلم حتى لم يبقى لنا من رأس مال غيره..فصرنا نعامل كقُصّر لم
يبلغوا الحُلم.
عموما لقد قالوا
لنا لا تقلقوا فصحة الرئيس بخير..و لا احد سأل عن صحة الوطن‼
إذا مرض الوطن هل
سنأخذه لفرنسا للعالج..ام ستأتي هي كرما
منها لعالجه؟؟
ماذا نقول للجيل
الصاعد و نحن نرى الوطن يسير نحو الهاوية..
كيف سنعلمهم
احترام الوقت و نحن لا نحترم مواعيدنا..
كيف نعلمهم
النزاهة و نحن ننافق و نتعامل بازدواجية صارخة...
كيف نعلمهم احترام
العلم و نحن اول من نحتقر هم حاملي الشهادات..
في القلب لوعة و
في الصدر حشرجة و في روح كسر و في النفس قهر و ما لنا سوى الله
و ما لك سوى الله
يا وطني ..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire