lundi 30 septembre 2013

وَيَعُودُ أيَّارُ ..

وَيَعُودُ أيَّارُ ..
تَتَسَاقَطُ اوراق الْأَزْهارَ و تَمْسَحَ الْغُيُومَ أخِرَ دُموعَهَا ..
يَذْبَلُ الْبَنَفْسَجُ و يَمُوتَ النَّرْجِسُ و لَا يَبْقَى سِوَى الذُّكْرِيَاتِ ..
تَرْقُدُ هُنَاكَ فِي شُقُوقِ الذّاكِرَةِ تَتَرَبَّصُ بِنَا ..تَتَحَيَّنُ الزَّمانَ لِتَنْقَّضّ..
تَسَكِّنُ فِي كُلِّ غمضةٍ ، فِي كُلِّ شَهْقَةٍ ..
فِي كُلِّ نَبْضَةٍ ، فِي كُلِّ دِقَّةِ و في كل همسة ..

تَسْتَقِرُّ بَيْنَ الْوَاقِعِ و الْحُلْم ..بَيْنَ الْحَقِيقَةِ و الْوَهْم ..فِي تِلْكَ الْمِسَاحَةِ بَيْنَهُمَا ..حَيْثُ الْحَيَاةِ و اللاحياة ...
حَيْثُ نَبْقَى مُعَلِّقِينَ يَجْذَبُنَا الْحَنِينَ لِلْقَعْرِ و يَشُدُنَا الْكِبْرِيَاءُ لِلقِمَّةٍ ...
ذَلِكَ الْكِبْرِيَاءُ الَّذِي لَا يَرْفَعُ الرَّأْسَ حَتَّى يَكْسِرَ الظَّهْر.. فَلَا شَيْء بَعْدَهُ يَسْتَقِيمُ ..

يَعُودُ أيَّارُ ..

و عَلَى الطَّرِيقِ تَرْتَصِفُ أَشْجَارُ اللَّوْزِ و يفوح عِطْرُ الزَّهْرِ و الْيَاسَمِينَ ..
مِنْ ثَنَايَا الْوُجُوهِ النُّحَاسِيَّةُ تُبْعَثُ الْحَيَاة ..و يَسْتَيْقِظَ التَّارِيخُ ...
و مِنْ عَلَى عَتَبَاتِ الْبُيُوتِ الْقَوْطِيَّةُ يَبْكِي الْحَنِينُ شَوْقًا ..
و يَعْزِفَ أيَّارُ لَحْنَهُ ..فَتُرْقَصُ الدُّنْيا و تُولَدْ الذِّكْرَيَاتُ عَلَى ضِفَافِ الرِّمالِ ..

و يَرْحَلَ أيَّارُ ..

و يَرْحَلَ أيَّارُ ...

يَسُودُ الصَّمْتُ و تَنْتَهِيَ الرَّقْصَةَ ..
و فِي وَسَطِ الْعتمةِ يَئِنُّ الْأنِينُ ..
و تَبْكِي الْعُيُونَ ..
يَرْحَلُ تارِكَا خَلْفِهِ ذِكْرَى ..
و فِي الْقَلْبِ حَسْرَةَ و فِي الْعَيْنِ عَبْرَةٌ ..
يا شُهُور السَّنَةِ بأَيْ حَقٍ طَغَى أيَّارُ و تَجَبَّرْ..
و اِنْتَمِ كَإِخْوَةِ يوسف احدى عَشَرْ ..
و مَا أيَّارُ فِيكُمْ بيوسف ..
بِكُلُّ الشَّرَائِعِ أَقِيمُوا الْحُدودَ ..
اُعِدُوا اللُّحُودَ
و فِي الْمَقْبَرَةِ تَحْتَ ضَوْءِ الْقَمَرِ ..اِحْرِقُوا الْجُثَّةَ الْهَامِدَةَ ..

اِحْرِقُوا الذُّكْرِيَاتِ ..و اعِيدُوا الْحَيَاةَ

samedi 21 septembre 2013

لا تقتلوا أحلامنا

أمر بجانب المسجد، أسمع أصوات الأطفال تصدح بالقرآن..أصوات بنغمة الفرح و الأمل وتملأني الحسرة لأني أدرك انها ستغتال ..ستسحق تحت اقدام الواقع 
لقد كنا يوما أطفالا، و كان الشر في منظورنا متجسدا في السيدة "مينشن التي لم ترحم "سالي" ، في شريخان الذي قتل الذئب أب ماوكلي، في شرشبيل الذي يريد اصطياد السنافر..كان الشر رسوما تتحرك  لا اكثر و لا اقل و كان العالم في نظرنا لوحة جميلة بشمس مشرقة في زاويتها و سماء زرقاء..كنا نتحمل عناء تلوينها بالأزرق حتى يكاد القلم ينفذ و نرفض ان نتركها بيضاء بالغيوم ..
و كبرنا و مسحوا الالوان عن لوحتنا..جعلوها باهتة، و تحججوا بأنه الواقع،
كلا لا تلوموا الواقع..الواقع ليس شماعة لتعليق إدعاءاتكم و انانيتكم
بل أنتم من أوقعه على رؤوسنا..على احلامنا ..على طموحاتنا..على آمالنا و تطلعاتنا على كل ما كان جميلا داخلنا ..و مازلتم تضغطون علينا به ..تريدون سحقنا او إخراج ما تبقى فينا من نفس..
بعد شفط خزائن الدولة ..جاري سحق أهم ثرواتها ..شبابها
حاملو الشهادات..اجعلونا حاملي الشهادتين و اطلقوا علينا الرصاصة الاخيرة و أريحونا ..
أين هي جزائر الغد؟؟
تلك التي حلم بها الرجال و أورثونا الحلم حتى لم يبقى لنا من رأس مال غيره..فصرنا نعامل كقُصّر لم يبلغوا الحُلم.
عموما لقد قالوا لنا لا تقلقوا فصحة الرئيس بخير..و لا احد سأل عن صحة الوطن
إذا مرض الوطن هل سنأخذه لفرنسا للعالج..ام ستأتي هي  كرما منها لعالجه؟؟
ماذا نقول للجيل الصاعد و نحن نرى الوطن يسير نحو الهاوية..
كيف سنعلمهم احترام الوقت و نحن لا نحترم مواعيدنا..
كيف نعلمهم النزاهة و نحن ننافق و نتعامل بازدواجية صارخة...
كيف نعلمهم احترام العلم و نحن اول من نحتقر هم حاملي الشهادات..
في القلب لوعة و في الصدر حشرجة و في روح كسر و في النفس قهر و ما لنا سوى الله
و ما لك سوى الله يا وطني ..



mardi 17 septembre 2013

شوكة في حلق الباطل


بعد يوم طويل متعب كل ما رغبت به هو الوصول بسرعة للبيت لارتاح، إلا ان شيئا ما بداخلي ظل يلح علي بالعودة سيرا على الاقدام، و ليت المسافة كانت قريبة‼ و لكنها كانت طويلة جدا فمابالك ان تقطعها بعد احدى عشرة ساعة عمل..لكن ذلك الصوت كان طاغٍ ..تلك الرغبة في اكتشاف المدينة في ذلك الحيز الفاصل بين نور النهار و ظلمة الليل..او لنقل في نقطة تقاطع الليل و النهار ..كنت مرهقة جدا فلم ادري هل كان سيري بالغريزة أم بالارادة..هل كنت امشي لأنني يجب ان امشي لأصل أم امشي لأني أريد ان أصل..هناك دائما فرق..فان كان المرء يسير لأنه يجب أن يصل سيسلك أي طريق أما إن كان يمشي لأنه يريد ان يصل فسيختار حتما الطريق الأصح و الأقرب..و الرياضيات تعلن ان أقصر الطرق " الطريق المستقيم"..
عندما يبدأ النور ينسحب تاركا مكانه للظلمة ترى ذلك في الارصفة و على جوانب البنايات ..الظلال تمتد و الأشعة تنسحب..يعود الناس إلى بيوتهم ..المحلات تغلق ..الكل يستعجل كأنما يسابق الزمن للعودة..تبدأ الوجوه الغريبة المخيفة في الظهور ..ففي النهاية ليست وحدها الاشعة التي تنسحب مع زحف الليل..كذلك الفضيلة تغادر تاركة الساحة للرذيلة..
في كثير من الاحيان عندما أصاب بالارق و السهاد أفكر " كيف هي الحياة خارج أسوار بيتنا" ماذا يوجد هناك في شوارع المدينة و ازقتها الضيقة، فأشعر بالخوف حينها و لا ادري أخوف من المجهول هو ام من المعلوم بما يحدث هناك‼
و تلك المعركة الدائرة كل يوم بين النهار و الليل ..هي نفسها الدائرة في نفس البشرية منذ بداية الخلق بين الخير و الشر، بين الفضيلة و الرذيلة..و الحرب سجال يوم للخير و يوم عليه..
فاحيانا يستوطن الخير النفس و يصل نوره إلى كل أوصالها كقرية استفادة حديثا من خدمة الكهرباء..و أحيانا اخرى ينقض الشر الكامن المتربص في خباياها..ليستفرد بالانسان و يسيطر عليه..
يقول برنارد شو " ليست الفضيلة في أن نتجنب الرذيلة بل في ألا نشتهيها"..حسنا يا برنارد أنت تصعب علينا الامور قليلا‼
انا أقول لك و مع احترامي الشديد طبعا ..لقد جانبت الصواب هنا ..فكل الفضيلة في اشتهائك للرذيلة و مع ذلك لا تأتيها..أن تكون قاب قوسين او ادنى منها لكن الخير المتأصل فيك يمنعك.. أنت حينها تثبت انك بشري خالص و بالرغم من ذلك فإنك ترتقي بهذه الصفة البشرية الى رتب الملائكة..فالأمر اشبه بمعركة تنتصر فيها الفئة القليلة على الفئة الكثيرة..
و في النهاية هو الصراع بين الحق و الباطل ..
"الباطل " كلمة من أربعة حروف تستند على ألف مدٍ ترتفع بها ثم تتكئ على الطاء لتنتهي بلام متراخية..في حين "الحق" كلمة من حرفين حلقيين يبدءان فيه و ينتهيان هناك ليبقى دائما شوكة في "حلق" الباطل ما دامت السموات و الارض..فالنور اصل و الظلمة حدث ..الظلمة هي غياب النور في حين ان النور ليس غيابا للظلمة انما هو وجود و هناك فقط ما يمنع امتداد ه أو يحجبه ..و إن حل الليل فهذا ليس لأن الشمس اختفت و لكن لأنها أشرقت في مكان أخرى لتبدد ظلمة اخرى .

"على قدر حلمك يتسع الكون"

على قدر حلمك يتسع الكون..

عبارة رائعة من اجمل ما قرأت، لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني، هل يتسع لنا الكون في أحلامنا ام في واقعنا..
يبدو أنه يتسع فقط في احلامنا، ذلك ان الواقع يكرس منطقا آخر:
على قدر جهلك يتسع الكون..تمتد الافاق و تفتح الابواب..
نعم إنه الواقع، و هو " واقع" لأنه وقع بكل ثقله علينا..
و هي الحياة التي تكلم فيها الفلاسفة و الادباء فأفاضوا و أسهبوا، و مع ذلك لم صلوا لفهم كنهها ..
فجاء أحد حكماء هذا العصر و توصل أخيرا إلى عبارة تختصر مفهوم الحياة و تجردها من كل تعقيداتها، و قد عبر عنها بلغة العلم و الحضارة، لغة فولتير..تقول العبارة :
On va s’aimer, on va danser..oui c’est LA VIE
نعم إنها الحياة..و إنها العبارة التي صفق لها الجميع كاكتشاف عظيم و إجابة لتساءل ظل يؤرق البشر طيلة قرون..
هذا الذي لم يحظ من العلم الا يسيره ذاع صيته مشارق الارض و مغاربها ..
و رفع صوته ليرفع به بيتا لا عماد له....
ذلك البيت الذي لم يرفع يوما الا بالعلم ..
" سنحب، سنرقص..نعم إنها الحياة"
أهي حقا بسيطة لهذا الحد...أم أن عقل الذي توصل الى هذه العبارة و الذي تغنى بها هو البسيط
قد يكون جمال الحياة في تعقيداتها و عقدها التي نستمتع بعَقدها و حَلها كطفل صغير تعلم للتو ربط حذائه..
قد تكون متعتها في اختبار الوقوف بعد الوقوع..
الفرح بعد الحزن..
النجاح بعد الفشل..
الثقة بعد الخيبة..
في الحنين للماضي و الخوف من المستقبل ..
في كل تلك المشاعر المختلطة..في الرقص فرحا و الرقص حزنا..
هو شاب تجاوز الخمسين قال كلمته .. فصفق له الجميع و لا ادري هل صفقوا لصوته ام لما قاله..
لكن المهم انه نطق أو نهق فأسمع..." وينطق فيها الرويبضة".

ملاحظة: لاشيء شخصي احمله ضد هذا الشاب/الشيخ..غير اني أحمل الكثير ضد هذا العالم الذي يرفع الناس على قدر اصواتها لا افهامها..